d.aemn. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Search This Blog

Powered By Blogger
RSS

كيف تم الوصول إلى كنز أشهر ملكة سودانية؟


نقلا عن جريدة الشرق الاوسط العربيه.

كتاب لمؤرخ ألماني عمل في التنقيب عن الآثار بشمال السودان
الخرطوم: محمد سعيد الحسن
هذا كتاب مثير للغاية يتناول «ذهب مروي»، والعنوان يعكس المعنى الكلي، لكن المقصود جزء من ذهب مروي، اي ذهب اشهر ملوك وملكات الحضارة المروية السودانية القديمة الملكة اماني شخيتو. (النصف الثاني من القرن الاول قبل الميلاد) وصاحبة الهرم رقم 6، حيث وجد الذهب بالاهرامات الشمالية الملكية، التي تقع شرق المدينة الملكية (مروي) على بعد 210 كيلومترات شمال الخرطوم العاصمة السودانية.
والكتاب لمؤرخ وعالم آثار عمل لسنوات طويلة في التنقيب عن الآثار بوجه خاص في شمال السودان هو الالماني كارل هانز بريشه، وترجمه للعربية وقدم له خبير الآثار السوداني الدكتور صلاح الصادق.
وتتناول فصول الكتاب حضارة مروي. وقال المؤرخ الالماني عن اهلها: «انهم قوم حازوا السيادة على وادي النيل فوق الشلال الاول في القرن العاشر قبل الميلاد، وعاشت مملكتهم حتى نهاية القرن الرابع الميلادي، واثبتت السجلات الاثرية ان مروي اصبحت المقر الدائم للملوك وبوجه خاص في عام 300 ق.م. وملحق به من جهة الشرق معبد الإله امون ومعابد اخرى، وفي اطراف المدينة تشير اكوام الحديد الى حي الصناع وفيه شيدت مصانع الحديد بتوسع، ثم هناك الاهرامات التي تمثل مقابر الملوك واقربائهم والامراء.
وهذه الاهرامات، على حد تعبير عالم الآثار الالماني، تمثل صورة مؤثرة، وغرف الدفن تحت الارض اسفل الهرم، وهنالك واحدة الى ثلاث غرف دفن ينزل اليها درج منحدر يفتح من اعلى، وتحفظ اجسام المتوفين على تابوت في شكل مومياء كما في مصر بالاضافة الى الجواهر والاسلحة.
على بوابة الهرم رقم (6) بمروي (الجبانة الشمالية)، هناك صورتان لملكة مهيبة بدينة الجسم عليها كل شارات ورموز الملكية وفي كلا المشهدين تحمل على يدها اليمنى حبلا مربوطا حول رقاب مجموعة من الاسرى، وكتب اسمها باللغة المروية المصورة في خرطوس ملكي وامام رأسها مباشرة شخيتو.
ويتناول المؤلف قصة اكتشاف كنز او مجوهرات الملكة اماني شخيتو التي وصفت «بأنها مذهلة ورائعة لجمالها ومهارة نقوشها وصناعتها»، فقد تم اكتشافها بواسطة الطبيب الايطالي جوزيف فرلبين عام 1834، الذي جاء كطبيب عسكري مع جيش محمد علي باشا للسودان، وكان يتحين الفرص للقيام بحفريات او تنقيب بغرض الوصول الى آثار وكنوز او مجوهرات ليقوم ببيعها في اوروبا، وواتته السانحة لدى الوصول للاهرامات التي هدم العديد منها من دون العثور على ما يبتغيه، لكن في الهرم رقم (6)، ازيلت الكتل الحجرية لتكشف عن غرفة مستطيلة الشكل وتتكون جدرانها من كتل ضخمة موازية للدرجات الخارجية لواجهة الهرم ويبلغ ارتفاع الغرفة نحو 5 اقدام مربعة، ووقعت الاعين على قطعة كبيرة يغطيها ثوب من القطن او الحرير الذي يتساقط الى هشيم بأقل لمسة، واسفله يبرز سريرا بأربعة جوانب هو منصة أو نعش من الخشب. على ارضية الغرفة تناثرت قطع من الزجاج البراق والحجارة المنظومة في خيط على شكل سلاسل وتعاويذ وتمائم وتماثيل صغيرة والحلي الذهبية الكثيرة والاحجار الكريمة لزينة الملكة أماني. واستطاع الطبيب الايطالي مكتشف هذا الكنز الوصول بها الى المانيا، حيث كانت هناك منافسة قوية لشراء المقتنيات الاثرية والمجوهرات ذات المهارة العالية. وكانت هناك شكوك حول اصالتها ومصدرها، لكن عالم مصريات اسمه ريتشارد ليبسوس قام عام 1844، بزيارة منطقة مروي وشاهد الموقع الذي استخرج منه الكنز وهو هرم الملكة أماني، واقتنع تماما ان الكنز حقيقي وعبقري، ولمدة مائة وخمسين سنة ظلت هذه الكنوز الذهبية الفنية والجميلة للفن المروي من وادي النيل الاعلى موزعة بين المتاحف، وبعد توحيد برلين بالمانيا اصبحت محفوظة بالمتحف المصري ببرلين، وفي مجموعة المتحف بميونيخ. وينتهي المؤلف الالماني للقول ان هذا الكنز او الحلي الذهبية والمجوهرات تظهر مقدار التقدم والرقي الحضاري الذي بلغته مملكة مروي في مجالات الحياة، كما يمكن من قراءة الاشكال المنقوشة على هذه الحلي، معرفة الحياة الدينية وأيضا النظام الملكي وكيفية تداول السلطة.
يضم الكتاب الانيق صورا للمجوهرات النادرة التي تحتفظ بها متاحف المانيا وتظهر براعة واتقان صناع ذلك العهد البعيد في التصميم الدقيق والفائق.

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

0 التعليقات:

إرسال تعليق