كنت صغيرا جدا بينما نلتف جميعا نحن ابناء العمومه حول جدتي التي كان عمرها يناهز السبعين عاما وكانت تروي لنا الحكايا كما هي العاده في اغلب البلدان العربيه خصوصا في اريافها او بعيدا عن المدينه ولكن كنت اكتر اعجابا بحكاياتها عن جدي الاكبر الذي كانت تروي لنا انه كان رجلا اسطوريا فكان يمتلك قطيعا من الاغنام تعدي العشرة الاف راس وانه كان يصنع السمن من البانه وكان يفطر في اليوم الواحد بما يعادل نصف كيلو من الذبد المخلوط باللبن ومعه البتاو(نوع من الخبز القديم )وكان رجلا تجري الدماء في وجناته كانه رومي (الرومي هو الرجل الابيض شديد الاحمرار)وكان يرتدي سروالا له كورمن الحرير تتدلي بين قدميه (رماريم)بحبل من الحرير كحزام وانه كان قويا جدا بحيث لا يصرعه مصارع علي الاطلاق !
وكانت تشير الينا بيديها واري في عينيها نظرات بعيده كانها تروي لنا قصة تدور حاليا ولكن نحن لا نري الاشخاص وهي وحدها من راهم
تصف لنا هنا كان يجلس وهناك كانت تنام الاغنام وابو فلان هذا صرعه جدنا وبيت فلان هذا في الاصل هو لجدي الذي تصدق به عليه
وفي ليله من الليالي جمعتنا جدتي حولها في سعاده وهي وقبل ان تسطرد في سرد الحكايا اظهرت لنا منديلا كانت تخفيه في ثيابها ونظرنا بشغف للمنديل لاننا شعرنا من عيون جدتي ان فيه سرا واخرج جدتي ما في المنديل وهي تضعه علي انفها تاره وتمرره علينا لنشمه تارة اخري وهي تقول هذه القطعه من القماش من( جبة) جدكم اي جلبابه .
لقد وجدتها بينما افتش في اغراضي القديمه اتشمون رائحتها ليست هذه رائحة ملابسي لكنه عطر العود فقد كان عطر جدكم المفضل لديه
فسالتها الم تجدي شيئا اخر من اثره يا جدتي فقالت هذا دوركم غدا في الصباح تعالو وسادخلكم في هذه الخزانه واشارت الي مكان منذوي بالبيت القديم كنا نخشي دخوله اثناء النهار لانه مظلم شديد الظلمه حتي في سطوع الشمس قالت سادخلكم كي تحفرو فربما عثر احدكم علي كنز الجد المفقود !.
وانهمرت دمعه من عينيها وهي تستطرد كنا نستقبل الفيضان كل عام وكان الفيضان يغرق الذرع والبيوت وفي اخر ايام جدكم اصابه مرض ولكن رغم مرضه لم يخبر احد منا عن مكان جنيهاته الذهبيه !
قاطعتها بلهفه وهل كان يملك جدي ذهبا قالت نعم لقد كان يملك الف قطعه من الذهب الصافي (بنتو)لكنها سبب موته فما ان فقد ذهبه حتي مات بحسرته عليه بعدما اضناه طول البحث فقد دفن ذهبه في مكان ما في هذه الخزانه واتي الفيضان فرحلنا الي بيت الجبل الذي نملكه وعندما عدنا اسرع جدكم الي الخزانه التي كان الطمي يسد بابها واخذ يحفر ويحفر في عز تعبه واجهاده وهو يقول ضاع كنزي ضاعت ثروتي ومات وهو يهزي بهذه العبارات ولم نعثر حتي الان علي الكنز ولم يهتم ابائكم ولم يبحثو لكن عندي شعور قوي ان واحدا منكم سيجد الكنز المفقود .
وفي الصباح بعد ليله راودني فيها حلم العثور علي الكنز مما جعلني استيقظ قبل اخوتي واولاد عمومتي كسرت حاجز الخوف من هذه الخزانه المظلمه
ودخلت وعي شمعه واخذت احفر واحفر بلا توقف او تعب ذلك لما اعرفه عن جدتي من صدق الكلام المهم واثناء الحفر علقت الفاس التي احفر بها بشيئ في الارض ارجف قلبي وشعرت للحظه ان هذا هو الكنز وكان صندوقا من الحديد والخشب اخرجته في نهم واما ان فتحته الا وجدته مليئ بالاوراق عقود ارض وبيوت وما الي ذلك وذهبت بالصندوق اليها ففرحت جدا وقالت استمر فستجد الكنز وهذا الصندوق دليل كلامي يا ولدي فهو ايضا لجدكم وكانت كلماتها محفزا لي ان اصحو كل يوم وادخل الخزانه واحفرواحفر حتي بعد موت جدتي كنت احفر عسي ان اعثر علي هذا الكنز الي ان اصابني الياس او بالاحري التعب والنسيان فظل الكنز نائما تحت تراب الخزانه وفي كلمات جدتي وفقد الكنز بريقه بفقدي لجدتي ولم يبقي عندي من امل العثور عليه سوي الخزانه وذكريات حكاوي الجده العجوز والصندوق القديم.
